فلما حملت بالمختار قالت : رأيت في المنام قائلاً يقول :
أبشري بالولد |
|
أشبه شيء بالأسد |
إذا الرجال في كبد |
|
تقاتلوا على بلد |
كان لـه الحـظ الأشـد (١)
ومن خلال الحكاية المتقدمة يمكننا استنتاج أُمور ثلاثة هي :
١ ـ أن والده قد تريّث كثيرا حتى اختار شريكة عمره.
٢ ـ أنّه جاء ثمرة رؤيا ، وهذا يعني أن شيئا من الروحانية كان يحتوي المختار في دنيا الغيب.
٣ ـ إذا الوليد (المختار) ، سيكون له شأن غير عادي ولو قدر لوالدته ، أن تعيش حتى أوانه لرأت إذن كيف أنزل القصاص العادل في أعداء اللّه تعالى من قتلة الحسين وأهله وصحبه عليهمالسلام.
لقب المختار بـ (كيسان) ، لا نسبة إلى الكيسانية القائلين بإمامة محمد بن الحنفية كما توهّمه العامة وتبعهم بعض أصحابنا! لأنّ الثابت في نشأة الكيسانية انّها كانت بعد وفاة محمد بن الحنفية لا في حياته ، والمختار رضي اللّه تعالى عنه استُشهد في حياة محمد بن الحنفية بالاتفاق.
وإنّما السبب في لقبه المذكور هو ما رواه الكشي في رجاله بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : «رأيت المختار على فخذ الإمام علي عليهالسلام ، وهو يمسح رأسه ، ويقول : يا كيس يا كيس» (٢).
فثني هذا اللفظ تبرّكا فقيل «كيسان» وهو ما نبّه عليه السيد الخوئي في
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٥ : ٣٥٠.
(٢) رجال الكشي : ١٢٧ / ٢٠١.