فقال المختار : فهلاّ مننتم على الحسين
ابن بنت نبيكم واستبقيتموه حيّا وسقيتموه ماءا؟!
ثمّ توجّه إلى مالك بن النسر ، وقال له
: أنت صاحب برنس الحسين! فسبقه أحد الشيعة وقال : نعم هو هو. فأمر الختار عند ذلك
بقطع يديه ورجليه فقطعت والدم ينزف منه حتى هلك وألحق الرجلين به فهلكا لعنهم
اللّه.
وبعد ذلك أرسل جنوده إلى شمر بن ذي الجوشن
، وكان أبرصا كريه المنظر يدعي المذهب الخارجي ليحمله حجّة يحارب بها عليا
وأبنائه.
وقد اختلف المؤرّخون في قتل هذا الوغد
الأثيم ، فبعضهم يرى كما في البحار : إنّه هرب إلى البادية فصادفه (أبو عمرة)
أثناء الطريق ودارت بينهما معركة أسفرت عن جرح شمر بجروح بليغة وقيد بعدها إلى
الأمير المختار .. ثم قُتل. وقيل : إنّه هرب إلى البصرة ونزل قرية تدعى (الكيسانية)
على شاطئ الفرات فقتله (أبو عمر) ، مع طائفة من شيعته وبعث برؤوسهم إلى المختار.
ولم يزل المختار يتبع قتلة الإمام
الحسين عليهالسلام ، حتى قتل
خلقا كثيرا ، وهزّم الباقين ، فهدم دورهم ، وأنزلهم من المعاقل والحصون إلى
المفاوز والصحون. وبذلك حقّق المختار هدفه الذي قطعه على نفسه : «الأخذ بثأر
الإمام الحسين عليهالسلام
من قتلته».
وأهم أصحاب الدور التي هدمها المختار :
١ ـ دار عبد اللّه بن عروة الخثعمي ؛
وكان هذا قد رمى الحسين عليهالسلام
بإثني عشر سهما.