فإيانا عنى بهذا أن يؤدي الأول منا الى الامام الذي يكون بعده الكتب والعلم والسلاح.
« وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ » ، يقول : اذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم « إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ، إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً ».
ثم قال للناس : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » لجميع المؤمنين الي يوم القيامة ـ « أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » (١) إيانا عنى بهذا.
فهذا أيضا من الأمانات التي أصلها ، ما ذكر الشعبي من أنها ولاية علي عليهالسلام وما كان عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فيه فقد قام به وأداه وبلغه واستودعه العلم والحكمة وكذلك فعل هو صلىاللهعليهوآله فيمن خلّفه من بعده من الائمة. والائمة واحدا بعد واحد ـ على ما جاء عن أبي جعفر صلوات الله عليه وكل أمانة مع ذلك يجب أداؤها فقد ائتمن الله مع عباده على ما افترضه عليهم من الصلاة والزكاة والصوم وولاية الائمة من أهل بيت نبيه صلوات الله عليهم أجمعين وغير ذلك من فرائضه فأداء ذلك واجب عليهم ، وما ائتمن بعضهم بعضا عليه واجب ( على مؤتمن ) أن يؤدي ما ائتمن عليه الى من ائتمنه بنصّ الآية.
وجرى ذلك فيمن خوطب به في عصر الرسول صلىاللهعليهوآله ويجري الى يوم القيامة في جميع الناس.
فالقرآن على هذا انزل ، وبذلك تعبّد الله العباد ، فما جاء مما ذكر في ولاية علي عليهالسلام فذلك لازم للعباد في ولاية الله عز وجل وولاية رسوله صلىاللهعليهوآله وولايته الائمة من أهل بيت رسول الله صلّى الله
__________________
(١) النساء : ٥٩.