وفيه : انّ ملاحظة نوريته عبارة اخرى عن ملاحظة الطريقية والكاشفية وإذا ألغيت حيثية النورية ولوحظ مجرد الحضور في النفس شمل كل حاضر في النفس ولزم الغاء أخذ عنوان القطع والانكشاف فيه وهو خلف ؛ وأمّا مقصودهم من العبارة فهو انّ العلم بنفسه الظهور فلا يحتاج إلى مظهر آخر.
٢ ـ انّ العلم من الأعراض ذات الاضافة والتعلق بمتعلق فتارة نلحظ ذات الاضافة مع قطع النظر عن معلومه ومتعلقه ، واخرى نلحظه بما هو مضاف إليه ، فالأوّل صفتي والآخر طريقي.
وفيه : إن اريد اضافته إلى المعلوم بالذات فهي اضافة اشراقية كاضافة الوجود إلى الماهية لا حقيقية مقولية أي لا تعدد فيه بينهما ولا تغاير إلاّبالتحليل والاعتبار فهي عين ظهور المضاف إليه واشراقه الذي هو الطريقي. نعم ، لو اريد الغاء متعلق العلم وأخذ جامعه كان معقولاً إلاّ انّه غير محتمل للزوم ترتب الأثر على العلم بكل شيء وهو غير مقصود جزماً ، وإن اريد اضافته إلى المعلوم بالعرض فهي وإن كانت اضافة مجازية وليست متقومة للعلم ، إلاّ انّه أمر زائد على طريقية العلم المأخوذة فيه على انّ أخذها يؤدي إلى عدم امكان كونها تمام الموضوع حينئذٍ.
ويمكن أن يجاب على هذه الملاحظة بأنّ الطريقية عبارة عن أخذ الانكشاف المذكور والصفتية عبارة عن أخذ ملازمات هذا الانكشاف التكوينية كسكون النفس واطمينانها مع الانكشاف ، وهذا يعني أخذ خصوصية صفتية زائداً على ذات القطع والانكشاف وهذا لعلّه يقبله المحقق الاصفهاني أيضاً.
أو بتعبير أدق : أخذ الانكشاف بما هو صفة وعارض على النفس بنحو يكون