اسحاق كانت بعد ذلك بزمان وولادة يعقوب أبعد من ذلك؟ وجوابنا أنه تعالى بين أنه لما اعتزلهم لم يدعه فريدا وحيدا بل خلق له الاولاد وليس في ذلك ذكر وقت مخصوص.
[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) كيف يصح ذلك وليس في الجنة ليل يتلوه نهار؟ وجوابنا ان المراد بذلك تقدير وقت الأكل فقدّر جل وعز بما جرت به العادة لا أن هناك نهارا بعده ليل أو يجوز أن يكون لهم علامات تتقدر بها هذه الاوقات على حسب أوقات الليل والنهار بعده ليل أو يجوز أن يكون لهم علامات تتقدر بها هذه الاوقات على حسب أوقات الليل والنهار وقد قيل إن هناك من الحجب وغلق الابواب ثمّ فتحها ورفع الحجب ما يدل على ذلك وبيّن تعالى من صفتهم ما تشتد فيه الرغبة فقال تعالى ( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً ) وقال ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا ).
[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا ) ما المراد بذلك؟ وجوابنا أنه بيّن به أنه مالك الافعال في الاوقات الماضي والمستقبل والدائم وأن التقديم والتأخير سواء في أنه عالم به ولذلك قال بعده ( وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) وربما يتعلق بعضهم بقوله ( رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما ) وقال بينهما أفعال العباد فيجب أن يكون ربها وذلك يدل على أنه يكون خالقها. وجوابنا أن ما بينهما هو الاجسام كالهواء وغيره فلا مدخل لافعال العباد في ذلك وبعد فقد يقال أنه تعالى ربنا ورب أفعالنا لما صح منه انه يمكن منها ويمنع منها ولذلك قال بعده ( فَاعْبُدْهُ ) وذلك بين خروج العبادة وما جرى مجراها مما ذكر أولا ومعنى قوله ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) أي مثيلا ونظيرا فذكر الاسم وأراد المسمى فليس لأحد أن يسأل عن ذلك.