من الآيات
والنبوّة أن ينسلخ من ذلك. وجوابنا أن ذلك لا يصح في الانبياء والمراد من آتاه
الله العلم بالأدلة وفضله بذلك ثمّ انسلخ منه وذلك مما يصح وهذه طريقة كثير من
المضلين عن دينه في المسألتين المتشاكلتين في ذلك. ويحتمل ان المراد آتيناه آياتنا
فأعرض عن النظر فيها فصار منسلخا عنها لأنه قيل ثمّ انسلخ.
[ مسألة ] وربما
قيل في قوله تعالى ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ
السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها
لِوَقْتِها إِلاَّ هُوَ ) ثمّ قوله ( يَسْئَلُونَكَ
كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها ) تكرار ذلك ما فائدته. وجوابنا ان في الاول سألوا عن وقت
الساعة فبين ان يحكم بأن علم ذلك عند ربه تعالى وان الصلاح أن لا يبين ذلك ليكون
العبد الى الخوف أقرب وأراد بقوله ثانيا يسألونك كانك حفي عنها المسألة عن نفس
الساعة فقد كان عالما بها في الجملة فليس في ذلك تكرار.
[ مسألة ] وربما
قيل في قوله تعالى ( فَلَمَّا أَثْقَلَتْ
دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما ) كيف يصح ذلك مع
كونهم صالحين وانبياء وكيف التأويل في ذلك. وجوابنا ان معنى قوله فلما آتاهما
صالحا البنية الصحيحة في الاولاد ولا يمتنع في الصالح أن يكون كذلك ويقع منه الكفر
والشرك وليس في الظاهر ان ذلك وقع من آدم وحواء وانما المراد وقوع ذلك من الذكر
والانثى من الذرية فهو معنى قوله ( جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ
).
[ مسألة ] وربما
قيل في قوله تعالى ( وَلَوْ كُنْتُ
أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ) كيف يقول صلّى
الله عليه وسلم ذلك مع زهده في الدنيا وهي له معرّضة وجوابنا ان المراد لو كنت
أعلم الغيب وقت خروجي من الدنيا لاستكثرت من الخير والطاعة فقد كان صلّى الله عليه
وسلم لا يعرف قدر أجله ولو عرف