المدينة والأشجار ، ومزارعها عند العيون ، وثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب منها.
( ثمّ إنّك ترى
الذئب والنعجة يرعيان ) ، ولو قصد قاصد لتخلية دابّته في زرع غيره لترعى فيه ما رعته ، ولا قطعت منه قطعة ، ولقد شاهدت السباع والهوامّ رابضة في غيض تلك المدينة وبنو آدم يمرّون
عليها فلا تؤذيهم.
فلمّا قدمنا
المدينة وأرسى المركب فيها ـ وما كان صحيبنا من البواقي والروائح من المباركة بشريعة الزاهرة ـ صعدنا فرأينا مدينة عظيمة [ عيناء ] كثيرة الخلق وسيعة الربقة ، فيها الأسواق الكثيرة ، والمعاش العظيم ، يرد
إليها الخلق من البرّ والبحر ، وأهلها على أحسن الحال ، ولا يكون على وجه الأرض من ( أهل الأديان من الامم مثلهم ولا أكثر من
أمانتهم ) ، حتّى أنّ المتعيّش بسوق المدينة يرد إليه من يبتاع منه الحاجة إمّا بالوزن أو بالذرع فيبايعه عليها ، ثمّ يقول :
يا هذا زن لنفسك واذرع لنفسك ، هذه صورة مبايعتهم ، ولا يسمع بينهم لغو المقال
__________________