فقال له صاحب الفرجيّة : أنت غدا تروح إلى أهلك؟ فقال : نعم ، [ فقال له ] (١) تقدّم حتّى أبصر ما يوجعك. قال : فكرهت ملامسته (٢) وقلت [ في نفسي ] (٣) : أهل البادية لا يكادون يحترزون عن النجاسة ، وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول. ثمّ إنّي مع (٤) ذلك تقدّمت إليه فلزمني بيده ومدّني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة (٥) فعصرها بيده فأوجعني ، ثمّ استوى في سرج فرسه (٦) كما كان ، فقال لي الشيخ : أفلحت يا إسماعيل ، فعجبت من معرفته اسمي ، فقلت : أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله تعالى. قال : فقال [ لي الشيخ ] (٧) : هذا هو الإمام. قال : فتقدّمت إليه فاحتضنته وقبّلت فخذه.
ثمّ إنّه سار (٨) وأنا أمشي معه محتضنه ، فقال : ارجع ، فقلت : لا افارقك أبدا.
فقال : المصلحة رجوعك ، فأعدته ، فقال (٩) مثل القول الأوّل ، فقال الشيخ : يا إسماعيل ما تستحي؟ يقول لك الإمام مرّتين « ارجع » فتخالفه؟! فجبهني بهذا القول ، فوقفت فتقدّم خطوات والتفت إليّ وقال : إذا وصلت بغداد فلا بدّ أن يطلبك أبو جعفر ـ يعني الخليفة المستنصر ـ فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئا فلا تأخذه ،
__________________
(١) عن كشف الغمّة.
(٢) في كشف الغمّة : ملامستهم.
(٣) عن كشف الغمّة.
(٤) في كشف الغمّة : بعد.
(٥) في النسخة : الثوية. والمثبت عن كشف الغمّة.
(٦) في كشف الغمّة : « سرجه » بدل « سرج فرسه ».
(٧) عن كشف الغمّة.
(٨) في كشف الغمّة : ساق.
(٩) في كشف الغمّة : « فاعدت عليه » بدل « فأعدته فقال ».