خاقان ] فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة ، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم .
ومن
ذلك ما صحّ لي روايته
عن الشيخ أحمد بن محمّد الإيادي ، يرفعه إلى إسماعيل بن علي ، قال : دخلت على أبي
محمّد الحسن بن عليّ عليهالسلام وهو في المرضة التي مات فيها ، فبينا أنا عنده إذ قال
لخادمه عقيد ـ وكان الخادم أسود نوبيّا قد خدم من قبل الرضا ، وهو مربّي الحسن عليهالسلام ـ وقال له : يا عقيد ، أغل لي ماء بمصطكى ، فأغلى [ له ] ، ثمّ جاءت به صقيل الجارية ، فلمّا صار القدح بيده وهمّ بشربه جعلت يداه
ترتعد حتّى ضرب القدح ثناياه ، فتركه من يده ، وقال لعقيد : ادخل البيت فإنّك ترى
صبيّا ساجدا فائتني به.
قال أبو سهل : قال
عقيد : فدخلت البيت فإذا بصبيّ ساجد ، رافع سبّابته نحو السماء ، فأوجز في صلاته ،
فقلت : إنّ سيّدي يأمرك بالخروج إليه ، فجاءت صقيل ، فأخذت بيده فأخرجته إلى أبيه الحسن عليهالسلام.
قال أبو سهل :
فلمّا مثل بين يديه سلّم عليه ، فإذا هو درّيّ اللون ، في شعر رأسه قطط ، مفلّج
الأسنان ، فلمّا رآه الحسن عليهالسلام بكى وقال : يا سيّد أهل زمانه اسقني
__________________