يسبّ الصحابة ، فأحضره وأمر به (١) فضرب ضربا [ شديدا ] (٢) مهلكا على جميع بدنه ، حتّى [ أنّه ] (٣) ضرب على وجهه فسقطت ثناياه ، وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة (٤) من الحديد ، وخرق أنفه ووضع فيه شركة من الشعر ، وشدّ فيها حبلا ، وسلّمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروا به (٥) في أزقّة الحلّة ، والضرب يأخذ [ هُ ] (٦) من جميع جوانبه حتّى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك.
فاخبر الحاكم [ بذلك ] (٧) فأمر بقتله ، فقال الحاضرون : إنّه شيخ كبير وقد حصل [ له ] (٨) ما يكفيه وهو ميّت لما به فاتركه فهو يموت حتف أنفه ، ولا تتقلّد دمه (٩) ، وبالغوا في ذلك حتّى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه وورم (١٠) لسانه ، فنعاه (١١) أهله بالموت ، ولم يشكّ أحد أنّه يموت من ليلته.
فلمّا كان من الغداة (١٢) دخل (١٣) عليه الناس فإذا هو [ قائم يصلّي ] (١٤) على أتمّ ما
__________________
(١) في البحار : « بضربه » بدل « به ».
(٢) عن البحار.
(٣) عن البحار.
(٤) في النسخة : ميلة. والمثبت عن البحار.
(٥) في النسخة : « بدورانه » بدل « أن يدوروا به » ، والمثبت عن البحار.
(٦) من عندنا.
(٧) عن البحار.
(٨) عن البحار.
(٩) في البحار : بدمه.
(١٠) « ورم » ليست في البحار.
(١١) في النسخة : « فنعوه ». وفي البحار : « فنقله أهله في الموت ». والمثبت هو الأقرب لما في النسخة.
(١٢) في البحار : الغد.
(١٣) في البحار : غدا.
(١٤) عن البحار.