المدائني أنّه قال :
قال لي أبو عبداللّه عليهالسلام
: « ألا
أُحدّثك بمكارم الأخلاق؟ الصفح عن الناس ، ومواساة الرّجل أخاه في ماله ، وذكر
اللّه كثيرا » .
وفي الوقت الذي يردع فيه آل البيت عليهمالسلام كل انحراف أخلاقي ، فإنّهم يسترون على
الناس معائبهم ، ولا يستغلون ذلك ذريعة للتشهير بهم والنيل منهم ، فمن كتاب أمير
المؤمنين عليهالسلام للأشتر لمّا
ولاّه مصر : « وليكن أبعد
رعيّتك منك ، وأشنأهم عندك ، أطلبهم لمعائب الناس ، فإنّ في الناس عيوبا ، الوالي
أحقُّ من سَتَرها ، فلا تكشفنَّ عمّا غاب عنك منها ، فإنّما عليك تطهير ما ظهر لك
.. فاستر العورة ما استطعت .. »
.
وكانوا يتبعون أسلوب الحكمة والموعظة
الحسنة ، فعن الحسين بن علي عليهماالسلام
أنه قال لرجل اغتاب رجلاً : « يا هذا كفّ عن الغيبة فإنّها أدام كلاب النّار » .
وقال رجل للإمام علي بن الحسين عليهماالسلام : إنّ فلانا ينسبك إلى أنّك ضالٌّ
مبتدع ، فقال له الإمام عليهماالسلام
: « ما رعيت
حقّ مجالسة الرجل ، حيثُ نقلت إلينا حديثه ، ولا أدّيت حقّي حيثُ أبلغتني من أخي
ما لست أعلمه! .. واعلم أنّ من أكثر عيوب الناس شهد عليه الإكثار ، أنّه إنّما
يطلبها بقدر ما فيه » .
وكان من دعائه عليهالسلام : « اللهمَّ إنّي أُعوذ بك من هيجان الحرص وسَورة
الغضب وغلبة الحسد وضعف الصبر وقلّة القناعة وشكاسة الخُلق ..
» .
__________________