كمعرفتك
بنفسك .. » .
ثم إنَّ هناك علاقة ترابطية وثيقة بين
معرفة اللّه ومعرفة النفس ، فمن خلال معرفة الإنسان لنفسه وطبيعتها وقواها ، يستطيع
التعرف على خالقها ويُقدّر عظمته ، ففي الحديث الشريف : « من عرف نفسه فقد عرف
ربه وبالمقابل فإنّ نسيان اللّه تعالى يؤول إلى نسيان النفس : « ولا تكُونُوا
كالَّذينَ نسُوا اللّه فأنساهُم أنفُسَهُم .. »
.
دور العقيدة في تعريف
الإنسان بنفسه :
مما لا شكّ فيه أنّ العقيدة ـ عبر
مصادرها المعرفية ورموزها ـ قامت بدور كبير في الكشف عن طبيعة النفس ، وشخّصت
بدّقة متناهية أمراضها والآثار الناجمة عنها.
فالقرآن الكريم يقرُّ صراحة بأنّ النفس
أمارة بالسوء : (
وما
أُبرّئُ نفسي إنَّ النفسَ لأمَّارةٌ بالسُّوءِ إلاَّ ما رحمَ ربي ..
) .
كما يقرُّ القرآن أيضا ، بأنّ النفس
شحيحة قال تعالى : (
.. وأُحضرتِ
الأنفسُ الشُّحّ .. )
، وقال : ( .. من يُوقَ شُحَّ نفسهِ فأُولئكَ هُمُ
المُفلحُون ) .
وهناك طائفة من الأحاديث تسلط الضوء على
طبيعة النفس ، وتقدّم
__________________