وتعرف قديم إحسانه
إليها .. ولم يزد هذا كله أيوب عليهالسلام
إلاّ صبرا واحتسابا وحمدا وشكرا ، حتى إنّ المثل ليضرب بصبره) . فكان نتيجة هذا الصبر والاحتساب أن
ردَّ اللّه تعالى إليه كلّ ما أخذ منه كرما وإحسانا.
والعقيدة في الوقت الذي تأمر المسلم
بالتزام الصبر ، تنصحه بعدم الشكوى من المرض ، فالشكوى تعني ضمن ما تعنيه ، اتّهام
اللّه تعالى في قضائه ، كما أنّها تحطّ من قدر الإنسان في نظر الناس ، وتبعث على
الشماتة به أو التهكم عليه ، يقول أمير المؤمنين عليهالسلام
: « كان لي
فيما مضى أخ في اللّه ، وكان يعظّمه في عيني صغر الدّنيا في عينه .. وكان لا يشكو
وجعا إلاّ عند بُرئه .. » .
ولا بدَّ من الإشارة إلى أنّ العقيدة في
الوقت الذي تبدّد غيوم المخاوف في نفس الإنسان ، تنمّي فيه شعور الخوف من اللّه تعالى
وحده باعتباره السبيل للتحرّز من جميع المخاوف ، وتحذّر من عصيانه ، وتلوّح بشدّة
انتقامه ، والقرآن الكريم في آيات كثيرة يعمّق من شعور النفس بالخوف من اللّه تعالى
، منها : ( قُل إنّي أخافُ إن عصَيتُ ربي عذابَ يومٍ
عظيمٍ )
. وقال تعالى
: ( وأمّا من خافَ مقامَ
ربِّهِ ونهى النَّفسَ عَنِ الهوى * فإنَّ الجنَّة هي المأوى ) .
وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما سلط اللّه على ابن آدم إلاّ من خافه ابن
آدم ،
__________________