عرضها السّماوات
والأرض؟! قال : نعم
، قال : بخ بخ! لا واللّه يا رسول اللّه ، لا بدَّ أن أكون من أهلها ، قال : فإنّك من أهلها
» ، فأخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهنَّ ، ثم قال : لئن حييت حتّى آكل تمراتي
هذه إنّها حياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثمّ قاتل حتى قتل .
فالبيئة التي يتواجد فيها هذا المجاهد
كانت خطرة ، فهو يعيش أجواء حرب بدر ، ولكن بيئته النفسية كانت سعيدة ، حيثُ يأمل
العيش في جنّة عرضها السماوات والأرض فالمسلم بفضل عقيدة الإيمان باللّه تعالى
يشعر بالرضا والاطمئنان بما يقع في محيطه من أحداث ، ويوطّن نفسه على قضاء اللّه وقدره
، فالمصيبة التي تصيبه في حاضره ، قد تتحول إلى بَرَكة ، والقرآن الكريم يُنمّي
هذا الاحساس في نفس المؤمن قال تعالى : ( .. وعَسى أن تكرهُوا
شيئا وهو خيرٌ لكُم وعسى أن تُحبُّوا شيئا وهو شرٌّ لكُم واللّه يعلمُ وأنتم لا
تعلمونَ )
.
وأحاديث أهل البيت عليهمالسلام تعمّق هذا الشعور في نفوس المسلمين ، فقد
بعث أمير المؤمنين عليهالسلام
كتابا إلى ابن عباس ، وكان ابن عباس يقول : ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كانتفاعي بهذا الكلام : « أمّا بعد ، فإنّ
المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته ، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه ، فليكن سرورك
بما نلت من آخرتك ، وليكن أسفك على ما فاتك منها » .
__________________