وبين الغني والفقير
، وبين الحاكم والمحكوم ، ويكفينا الاستشهاد على ذلك ، أنّ الإمام علي عليهالسلام ، لما لقيه الدهّاقون ـ في الأنبار عند
مسيره إلى الشام ـ فترجلوا له ، واشتدّوا بين يديه ، قال عليهالسلام : « ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا : خلق منّا
نعظّم به أمراءنا ، فقال عليهالسلام : واللّه ما ينتفع
بهذا أُمراؤكم! وإنّكم لتشقّون على أنفسكم في دنياكم ، وتشقون به في آخرتكم ، وما
أخسر المشقّة وراءها العقاب ، وأربح الدّعة معها الأمان من النار »
.
وله عليهالسلام
توصيات قيّمة تسهم في بناء الإنسان ، وتغرس في سلوكه العادات الحسنة ، منها قوله عليهالسلام : « أيُّها الناس ، تولّوا من أنفسكم تأديبها ، واعدلُوا
بها عن ضراوة عاداتها » .
كل ذلك من أجل إجراء التغيير الاجتماعي
المنشود ، ولا يخفى بأنّ البناء الاجتماعي بدون إجراء التغيير الداخلي في نفوس
وعادات الأفراد ، يصبح عبثيا كالبناء بدون قاعدة قال تعالى : « إنَّ اللّه لا
يُغيِّرُ ما بِقومٍ حتى يُغيِّرُوا ما بأنفُسِهِم »
.
يقول العلاّمة السيد الشهيد محمدباقر
الصدر قدسسره : « إنّ
الدافع الذاتي هو مثار المشكلة الاجتماعية ، وأنَّ هذا الدافع أصيل في الإنسان ، لأنّه
ينبع من حبه لذاته ، وهنا يجيء دور الدين ، بوضع الحل الوحيد للمشكلة ، فالحل
يتوقف على التوفيق بين الدوافع الذاتية والمصالح الاجتماعية العامة » .
__________________