قال أبو النوار ـ بياع الكرابيس ـ : أتاني
علي بن أبي طالب عليهالسلام
: ومعه غلام له ، فاشترى مني قميصَيّ كرابيس ، فقال لغلامه : اختر أيُّهما شئت ، فأخذ
أحدهما ، وأخذ علي الآخر فلبسه .
ومن الشواهد التأريخية ، التي تدل على
ذلك التحوّل الاجتماعي الكبير الذي أحدثته العقيدة ، في فترة وجيزة ، أنّه أُهدي
لرجل من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
رأس شاة ، فقال : إنّ أخي فلانا أحوج إلى هذا منّا ، فبعث به إليه ، فلم يزل يبعث
به واحد إلى آخر حتى تداوله سبعة أهل أبيات حتى رجعت إلى الأول .
هكذا تربي العقيدة الإنسان المسلم على
الشعور الاجتماعي ، شعور الفرد نحو غيره ، فيتجاوز دائرة الذات إلى دائرة أرحب هي
دائرة العائلة ، ثم تتسع اهتماماته لتشمل دائرة الجوار ، ثم أبناء بلدته ، وبعدها
أبناء أمته ، وفي نهاية المطاف تتسع لدائرة أكبر فتشمل الإنسانية جمعاء.
ج ـ تنمية الشعور الجماعي :
وفي هذا الصدد ، نجد فيض من الأحاديث التي
تحثُّ الفرد على الانضمام للجماعة والانسجام معها ، والانصباب في قالبها ، بعد أن
ثبت عند العقلاء بأنّ في الاجتماع قوة ومنعة ، وبعد أن أكد النقل على أنّ اللّه تعالى
قد جعل فيه الخير والبركة ، يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « يدُ اللّه مع
__________________