بها المسلمون ، فلمّا
بات علي بن أبي طالب عليهالسلام
على فراش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
يفديه بنفسه ، فيؤثره بالحياة ، أشاد اللّه تعالى بهذا الموقف التضحوي الفريد ، فأنزل
: « ومِنَ
النَّاسِ مَنْ يَشرِي نَفسهُ ابتغاءَ مرضاتِ اللّه واللّه رؤوفٌ بالعبادِ »
.
يقول الفخر الرازي : « ... نزلت في علي بن
أبي طالب عليهالسلام ، بات على فراش رسول
اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة خروجه إلى الغار ، ويروى أنّه لمّا نام
على فراشه قام جبريل عليهالسلام عند رأسه ، وميكائيل
عند رجليه ، وجبريل ينادي : بخٍ بخٍ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللّه بك
الملائكة ، ونزلت الآية » .
وقدّمت السيرة المطهّرة القدوة الحسنة
في هذا المقام ، فقد روي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنّه ما شبع ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا ، ولو شاء لشبع ، ولكنه كان يؤثرُ
على نفسه .
وهذا السلوك النبوي ، ظهرت بصماته واضحة
في سلوك أهل بيته عليهمالسلام
، الذين يسيرون على نهجه ، ويترسمون خطاه ، ويترجمون أقواله إلى واقع عملي ملموس :
« .. عن محمد بن كعب القرظي ، قال : سمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : لقد رأيتني وإنّي لأربط الحجر
على بطني من الجوع ، وإنّ صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار » ، كلّ ذلك لأنّه كان يؤثر على نفسه ،
ويفضّل مصلحة غيره على مصلحته.
__________________