أوروبا
في العصور الوسطى » .
وللإنسان أن يقف مبهورا أمام عظمة العقيدة
الإسلامية ، التي أحدثت ذلك الانقلاب الحضاري في نفوس أبناء الصحراء حتى صاروا
طليعة العالم كلّه في العلم والمعرفة وسائر جوانب الحضارة والمدنية.
العلم والإيمان :
وتجدر الاشارة إلى أنّ العقيدة تربط
العلم بالايمان ، فالعلم بدون إيمان كغرس بلا ثمر ، العلم يدعو إلى الايمان ، والايمان
بدوره يحث على العلم ، والفصل بينهما يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها .. يقول
الشهيد مرتضى المطهري : « قد أثبتت التجارب التأريخية ، أنّ فصل العلم عن الايمان
قد أدى إلى أضرار لا يمكن تعويضها ، يجب معرفة الايمان على ضوء العلم ، والايمان
يبتعد عن الخرافات في نور العلم ، وبفصل العلم عن الايمان يتحول الايمان الى
الجمود والتعصب الأعمى والدوران بشدة حول نفسه ، وعدم الوصول إلى مكان ، والمكان
الفارغ من العلم والمعرفة ينقلب فيه المؤمنون الجهلة إلى آلة بيد كبار المنافقين ،
والذي رأينا ونرى نماذج منهم في خوارج صدر الإسلام ، والادوار التي تلت بصور
مختلفة .. والعلم بلا إيمان سراج في منتصف الليل بيد لص لسرقة أفضل البضائع ، ولهذا
فإنّ الإنسان العالم بلا إيمان اليوم ، لا يختلف عن الجاهل بلا إيمان في الأمس أقل
الاختلاف ، من حيث طبيعة الأساليب والأفعال وماهيتها » .
__________________