ربّهم عما سلف من
ذنوبهم ، وأن يتوبوا إليه بتصحيح مسيرتهم وتنظيم علاقاتهم مع اللّه تعالى ، وحينئذ
سوف تنتظم علاقتهم مع الطبيعة فتجود بالمطر والخير ، قال لهم : ( يا قومِ استغفرُوا ربَّكُم ثُمَّ تُوبُوا إليهِ
يُرسِلِ السَّماءَ عليكُم مِدرارا ويَزِدكُم قُوَّةً إلى قوَّتِكُم ولا تَتولَّوا
مُجرِمين )
.
وعليه فالعبادة الحقة ، يجب أن تكون
للّه وحده ، والخوف يجب أن يكون من الذنوب ، التي تُثير سخط اللّه وتجلب انتقامه ،
فيستخدم الطبيعة أداة للعقوبة ، كما أغرق اللّه فرعون باليّم ، وأرسل الريح العقيم
التي أهلكت قوم عاد ، وهكذا نجد أنّ أكثر العقوبات التي حلّت بالكافرين قد نُفّذت
بواسطة قوى الطبيعة ، مما يكشف لنا العلاقة الترابطية بين الإنسان والطبيعة ، وفي
هذا الصدد يقول الإمام الباقر عليهالسلام
: « وجدنا في
كتاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم .. إذا منعوا الزّكاة
منعت الأرض بركتها من الزّرع والثمار والمعادن كلّها » . ويقول ولده الإمام الصادق عليهالسلام : « إذا فشا الزِّنا ظهرت الزلازل ، وإذا أمسكت
الزكاة هلكت الماشية ، وإذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء .. »
.
وجملة القول أنّ الخوف الإنساني يجب أن
يتركز على الذنوب والخطايا التي تسبب تدمير المجتمعات ورفع البركات ، أما الخوف من
الطبيعة والاعتقاد بأنّ بعض ظواهرها شرور لا تجتمع مع النظام السائد على العالم
أولاً وحكمته وعدله ثانيا ، فإنّما هو ناشيء من نظراتهم الضيّقة
__________________