بتجهيز النبي الأعظم
صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وإلقاء النظرة الأخيرة علىٰ الجسد المطهّر العظيم ومن ثم مواراته الثرىٰ في موكب حزين.
ومع قلّة المجتمعين في السقيفة فإنّ
مادار بينهم لم يسفر عن رضا الجميع ولا عن اتّفاقهم أو تشاورهم ، بل تطاير الشرُّ فيها ، وكانت بيعتهم ـ كما قال عمر ـ ( فلتة وقىٰ الله شرّها ).
وهذا يعني أنّ الشورىٰ لم تتحقق
بين أصحاب السقيفة أنفسهم فضلاً عمن غاب عنها ورفضها كأهل البيت عليهمالسلام
، وأصحابهم ، وبني هاشم كلهم ، والامويين أيضاً كما يدلّ عليه موقف عميدهم ، فهذا هو الواقع التاريخي الذي ساد بعد اجتماع السقيفة.
ولأجل صيانته ، والحفاظ علىٰ كرامة
السلف الماضين حاولت طائفة التنظير لمسألة الخلافة من خلال ذلك الواقع فتشبثت بالشورىٰ ، لكن لما اصطدمت بالواقع التاريخي الذي أشرنا إليه ، عادت إلىٰ النص...
وحينئذٍ يأتي البحث عن من هو ( المنصوص
عليه ) من قبل الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟
وهذا الكتاب الذي نقدّمه باعتزاز
إلىٰ القراء قد أُجريت فيه موازنة دقيقة ، وحوار علمي بين منطق أصحاب ( الشورىٰ ) وبين منطق أصحاب ( النص والتعيين ) ، مع إيراد أقوىٰ ما يمتلكه الطرفان من الأدلة ومناقشتها بحياد وموضوعية ، مع بيان أي من المنطقين هو