ويغنّي ، جاءه أحد أصحاب الحديث ليأخذ عنه ، فوجده يغنّي ، فتركه وانصرف ، فأقسم إبراهيم ألاّ يحدّث بحديث إلاّ غنّىٰ قبله ! وعمل والياً علىٰ بيت المال ببغداد لهارون الرشيد (١).
هذا النصّ ، الذي جاء بهذه السلسلة الوحيدة ، هو الذي رأىٰ فيه ابن حزم وغيره نصّاً جليّاً علىٰ خلافة أبي بكر (٢) ! غير أنّ الجرجاني والتفتازاني لم يذكراه ، فيما ذكرا نصوصاً كثيرة أضعف منه سنداً ، وأقلّ منه دلالة (٣) !.
مناقشة المتن : وخطوة أُخرىٰ إلىٰ الأمام في التحقيق تضعنا أمام صورة أكثر وضوحاً حيث تُرينا كيف حلّ هذا الحديث محلّ الحديث الصحيح الوارد في عليّ عليهالسلام بعين هذا المتن !
لمّا حضر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت صفيّة أُمّ المؤمنين : يا رسول الله ، لكلّ امرأةٍ من نسائك أهل تلجأ إليهم ، وإنّك أجليت أهلي ، فإنْ حَدَثَ حَدَثٌ فإلىٰ مَن ؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إلىٰ عليّ بن أبي طالب ». أخرجه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح (٤).
إنّ الظروف السياسية الغالبة منذ وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وحتىٰ عصر
__________________
(١) تاريخ بغداد ٦ : ٨١ ـ ٨٦ ، الأعلام ١ : ٤٠.
(٢) الفصل ٤ : ١٠٨. واُنظر أيضاً : تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة : ٩٠ ـ ٩١ رقم ٥٦ ، نظام الخلافة بين أهل السُنّة والشيعة : ٣٩.
(٣) أُنظر : الجرجاني ، شرح المواقف ٨ : ٣٦٤ ـ ٣٦٥ ، التفتازاني ، شرح المقاصد ٥ : ٢٦٣ ـ ٣٦٧.
(٤) مسند أحمد ٦ : ٣٠٠ ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٣.