وأشرف المخلوقين من
الأولين والآخرين ، وشريعته أفضل الشرائع ، وهو بالمؤمنين رؤوف رحيم.
إذن ، لابدّ من خليفةٍ له يخلفه في
أُمّته ، ولابدّ أيضاً من أن يكون هو ـ قبل غيره ـ المهتمّ بهذا الأمر.
لاشك وأن الأُمّة يوم فقدت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت تتذكّر
ما رأته وما سمعته من خلال أيام رسالته في هذا المجال ، لا سيّما أيامه الأخيرة حيثُ أوصىٰ بأشياء ، فإنّهم كانوا يحفظون وصاياه تلك ـ في الأقل لقرب العهد بها ـ وهي الوصايا التي ما زالت الأُمّة تحتفظ بها حتىٰ يومنا هذا.
فهل كان الذي سمعوه منه وحفظوه هو ( النص
) علىٰ واحدٍ معيّنٍ من بعده ، أو ترك الأمر إلىٰ الأُمّة نفسها لتختار له خلفاً يقوم بوظائفه وشؤونه ؟
وعلىٰ الجملة ، فهل الأساس في
الإمامة والخلافة ـ علىٰ ضوء الكتاب والسُنّة ـ هو ( النص ) أو ( الشورىٰ ) ؟
ولكنا إذا ما عدنا إلىٰ خلفيات
الواقع التاريخي لمسألة الخلافة في الإسلام ، ودرسناها بحياد تام ؛ لوجدناها قد حسمت بعيداً عن كلا الأمرين وذلك بإجراء سريع عاجل علىٰ أثر مبادرة جماعة من الأنصار مع نفر قليل من المهاجرين إلىٰ اجتماع السقيفة في وقت انشغال المسلمين وعلىٰ رأسهم أهل البيت عليهمالسلام
وبنو هاشم كلهم