ووعده أن يقيم في مدينة السلام سنة وفي الكوفة سنة وأنه إذا صار إلى الكوفة صار عيسى إلى مدينة السلام وأقام بها.
قال ولما طلب أهل خراسان عقد البيعة للمهدي ، قال عيسي لفرات : يا فرات قد دعيت إلى تقديم محمد بن أميرالمؤمنين على نفسي ، فقال له : فتوقع ما أرى أن تسمع وتطيع اليوم وبعد اليوم ، قال عيسي : وما بعد اليوم ؟ قال إذا دعاك محمد إلى خلع نفسك وتسليم الخلافة إلى بعض ولده ، أن تسارع فليس عندك منعة ولا يمكنك مخالفة القوم في شيء يريدونه منك.
قال موسى : فمات المتطبب فرات في خلافة المنصور ، ولما دعا المهدي عيسى إلى خلع نفسه من ولاية العهد وتسليم الأمر إلى الهادي قال : قاتلك الله يا فرات ، ما كان أجود رأيك وأعلمك بما تتقومه كأنك كنت شاهد يومنا هذا.
قال موسى : ولما رأيت مافعل أبو السرايا بمنازل العباسيين في الكوفة قلت مثل ماقال عيسى في فرات.
[[ ٦ ـ خصيب المتطبب (١) ]]
كان خصيب هذا طبيباً نصرانيا من أهل البصرة وكان مقامه بها ، ذكره ابن أبي أصيبعة في عداد الأطباء الذين كانوا في إبتداء ظهور بني العباس وكان فاضلاً في صناعة الطب جيد المعالجة.
حدث محمد بن سلام الجمحي قال : مرض الحكم بن محمد بن قنبر المازني الشاعر بالبصرة فأتوه بخصيب ليعالجه فقال فيه :
ولقد قلت لأهلي |
|
إذ أتوني بخصيب |
ليس والله خصيب |
|
للذي بي بطبيب |
إنما يعرف دائي |
|
من به مثل الذي بي |
__________________
(١) عيون الأنباء والقفطي.