علاجاً حاسماً ولم
يعثروا على دواء ناجع سوى الدين السماوي الذي هبط على الانبياء والرسل ليرفع هذه
الأنسانية من حضيض الرذائل والجهل الى مرتفع الفضائل والعرفان والذي جاء لاسعاد
هذا الخلق كيما يعيشوا بسلام وهناء ، ولينبلج في الأرض صبح الرشاد ، فتزهو مخضرة
الجوانب برياض النعيم مادام الناس يعملون بقوانينه ويتبعون سبل تعاليمه وإرشاداته.
فما من طبيب أدرى بأدواء النفوس من بارئ النفوس ولا حكيم أخبر بأسقام الأرواح
كالدين المرسل من الحكيم ، ولا عالم أعرف بطرق علاجها وأسباب شفائها كالشارع
المقدس.
إذن فللدين أثره الفعال في تطبيبها ، وإن
له لمعاجز باهرة في إصلاحها تفوق معاجز الطب الفنية في مداواة الأجسام.
فما أشبه الدين بالسحر ، لولا أن الدين
خير كله والسحر شر كله ، وما أشبه مبلغيه ينطس الاطباء الذين عرفوا الداء والدواء
فأرجعوا الأمزجة المنحرفة إلى صحتها وإعتدالها ، لولا أن الأطباء قد يخطئون
والأنبياء لا يخطئون.
وقد جاء الدين الاسلامي الحنيف بالأخلاق
الفاضلة حفظاً لصحة النفوس البشرية وأمر متبعيه بالعمل عليها وقاية لأرواحهم من
شرورها. كما أن النبوة الكبرى قد تكلفت بصلاح البشر وإصلاحه من ناحيتي الروح
والجسد فكانت فيها حياته وسعادته وتقدمه ورقيه في عالمي الدنيا والآخرة.
قال تعالى : إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ليحييكم.
وقال جل جلاله : من عمل صالحاً من ذكر
أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة.
وقال تعالى : قد جاءتكم موعظة من
ربكم وشفاء لما في الصدور.
وقال تعالى : وننزل من القرآن ما هو
شفاء ورحمة للمؤمنين.
هذا وقد بعث النبي الأمين صلىاللهعليهوآله وهو ينادي : إنما بعثت لأتمم مكارم
الاخلاق. فعاش طيلة حياته (ص) الشريفة وهو يبذر تعاليمه الحكيمة ويغرس