ينجو وكم من متوق
محتاط يصاب بأسرع من غيره. إذاً فما معنى العدوى ؟ وهل تلك الاصابة إلا صدفة كما
إتفقت للمريض الأول ؟
فنقول : لا لوم عليك إذا ما تصورت ذلك
فانكرت العدوى لأن الظاهر كما زعمت ، ولكن قد غاب عنك أن الأطباء والعلماء قد
اتفقوا بلا خلاف على أن أثر العدوى بالجراثيم المرضية وسرايتها في السليم متوقفة
على شروط إذا لم تحصل فان العدوى لم يكن لها أثر البتة وهي :
١ ـ القابلية ومعناها أن يوجد في
الميكروبات ما يحصل به نماؤها مثل ضعف الكريات البيض في دم السليم التي هي بمنزلة
الجنود المدافعة عن البدن والمكلفة باقتناص ما يرد إليه من الجراثيم المرضية
الفتاكة وردعها عنه بكل قواها ، فاذا ضعفت هذه الكريات في الدم أصبح البدن مستعداً
إلى قبول الجراثيل قابلاً لفتكها غير مدافع عن ضررها.
٢ ـ الفاعلية ومعناها أن تحصل تلك
الجرثومة في بيئة أو وسط ملائمين لنموها ومساعدين لها على مكثها وتفريخها.
٣ ـ حصول الوقت الكافي لتأثيرها في
البدن.
فاذا حصلت هذه الشروط الثلاثة وحصل
الناقل لها كالهواء أو الطعام أو الشراب أو غيرها حصلت العدوى وإلا فلا عدوى.
ثم أن هناك أمراً آخر لابد من ملاحظته
وذلك أن للأمراض المعدية أدواراً ثلاثة : ١ ـ دور الابتداء. ٢ ـ دور التوقف. ٣ ـ
دور الانحطاط.
وهي أي الأمراض منها ما يعدي في كل
أدواره ومنها ما يعدي في دور الابتداء فقط ومنها ما يعدي في دور الانحطاط. إذاً
فلا تحصل العدوى دائماً.
ويتلخص من هذه المقدمة أن المرض المعدي
لا تحصل منه العدوى إلا إذا كان في دوره المعدي مع حصول القابلية والفاعلية من
المكروب نفسه مع حصول الوقت الكافي لنموه ومع مساعدة البيئة أو الوسط مع ضعف المناعة
في بدن السليم