من سادة غطفان
وقادتها ، فخرف حتّى تلف ، وجاءه الكبر وعاش تسعين ومائة ، ثمّ اعتدل بعد ذلك
شابّا واسودّ شعره ، فلا يعرف في العرب أعجوبة مثلها .
وإذا جاز أن يردّ
الله على مثل هذا الشخص ـ وليس بحجّة ـ شبابه وقوّته بعد مائة وتسعين [ سنة ] حتّى يعتدل ويرجع إلى صورته أيّام شبابه وقوّته ، فما المانع أن يعمّر الله
عزّ وجلّ المهدي عليهالسلام ويبقي شبابه وهو حجّة على خلقه وواسطة بينه وبين عباده ،
فيخرج إليهم شابّا قويّ الذراعين معتدل المنكبين ( لِيَقْضِيَ اللهُ
أَمْراً كانَ مَفْعُولاً ) كما مدّ في عمر نوح والخضر وإلياس وأصحاب الكهف وأبقى
عليهم شبابهم وقوّتهم ، فيسعد من سعد باتّباعه وولايته ، ويشقى من شقي بتركه وعدم
القول بإمامته .
( ومن ذلك بالطريق
المذكور ، يرفعه إلى سماعة ) ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : كأنّي بالقائم على ذي طوى قائما على رجليه خائفا
يترقّب على سنّة موسى حتّى يأتي المقام فيدعو .
__________________