والتحصيل النوعي من العلوم المختلفة ،
فالكمية ليست ذات مغزى اذا افتقدت العمق والتركيز. واذا كان المدار في الدراسة
العامة التحصيل العلمي وليس كسب الدرجات ، فقد نجح النظام التعليمي في بناء الطلبة
بناءاً اكاديمياً سليماًً. اولاً : لان هذا النظام يفتح للطالب افاقاً واسعة
للتحصيل. ثانياً : يساعد النظام على ازالة الضغط النفسي الذي يواكب كسب الدرجات
عادة. ثالثاً : يساهم في محو عملية ارتكاب الغش المنتشرة بين طلبة النظام
الرأسمالي من الاساس. وعليه ، يصبح الطالب جزءاً فعالاً من النظام الاجتماعي الذي
ساهم في رفد المجتمع بالابداع والانتاج والاستقرار والسعادة.
وليست المدرسة مجرد مؤسسة مهنية تهتم
بالكتاب والقلم ، بل هي نظام اجتماعي قائم بذاته ، فلهذه البنية التعليمية
قوانينها ، وقيمها ، وتقاليدها ، ومناسباتها ، واحتفالاتها الخاصة بها. فالصف
الواحد يمثل تركيبة نموذجية لمختلف الشرائح الاجتماعية ، والطلبة المنتسبون لذلك
الصف يعكسون شتى انواع الحرف والمهن والمذاهب والعرقيات ، فابناء العامل والمهندس
والطبيب ، والمسلم والنصراني ، والعربي والتركماني والكردي والفارسي يجلسون جنباً
لجنب تجمعهم غاية واحدة وهي الحصول على العلم. وعلى هذا الاساس نستطيع اعتبار الصف
المدرسي من اكثر اماكن التفاعل الاجتماعي حيوية في المجتمع الانساني. وعلى ضوء ذلك
، فانه لا بد ان يكون للمدرسة تنظيم اداري يدير شؤونها ويحدد ويضبط صلاحيات
العاملين فيها ، ويحدد انتساب الطلبة الى صفوفها باعتبار العمر او التخصص او
القابلية.