دور العقل في عملية التحصيل
ذكر ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
في مقدمة كتابه ( اصول الكافي ) خلاصة رأي الاسلام في فضائل العلم واهمية العقل
قائلاً : ( ان العقل هو القطب الذي عليه المدار وبه يحتج وله الثواب وعليه العقاب
) . وهذا قول
يفسر الحديث الوارد عن الامام الصادق عليهالسلام
في اهمية العقل عند الخالق عز وجل حيث خاطبه بقوله : ( ... وعزتي وجلالي ما خلقت
خلقاً هو احب اليَّ منك ولا اكملتك الاّ فيمن احب اما اني اياك آمر ، واياك انهي
واياك اعاقب ، واياك اثيب ) .
ويقرّب ما ورد ايضاً عنه في استدلاله على اهمية العقل في ادراك عظمة الخالق : ( ان
اول الاُمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء الا به ، العقل الذي جعله
الله زينة لخلقه ونوراً لهم. فبالعقل عرف العباد خالقهم ، وانهم مخلوقون ، وانه
المدبر لهم ، وانهم المدبرون ، وانه الباقي وهم الفانون ؛ واستدلوا بعقولهم على ما
رأوا من خلقه ، من سمائه وارضه ، وشمسه وقمره ، وليله ونهاره ، وبان له ولهم
خالقاً ومدبراً لم يزل ولا يزول ، وعرفوا بها الحسن من القبيح ، وان الظلمة في
الجهل ، وان النور في العلم ، فهذا ما دلهم عليه العقل ) .
وهذا التعظيم والتكريم لاهمية العقل في
حياة الفرد ، ليس وليد صدفة ، فالاسلام لا يمجد العقل باعتباره اداة لاستيعاب
المعلومات
__________________