مولاه .
ولمّا أصبح الحسين
عليهالسلام جعل الميمنة لزهير ، والميسرة لحبيب ، وأعطى الراية أخاه العبّاس .
وروى أبو مخنف عن
الضحّاك بن قيس أنّ الحسين عليهالسلام لمّا خطب خطبته على راحلته ونادى في أولها بأعلى صوته : «
أيّها الناس ، اسمعوا قولي ولا تعجلوني ». سمع النساء كلامه هذا فصحن وبكين
وارتفعت أصواتهن ، فأرسل إليهنّ أخاه العبّاس وولده عليّا وقال لهما : أسكتاهنّ
فلعمري ليكثرنّ بكاؤهنّ ، فمضيا يسكتاهنّ حتّى إذا سكتن عاد إلى خطبته. فحمد الله
وأثنى عليه وصلّى عليه نبيّه. قال : فو الله ما سمعت متكلما قط لا قبله ولا بعده
أبلغ منه منطقا .
وقال أبو جعفر
وابن الأثير : لما نشبت الحرب بين الفريقين تقدم عمر بن خالد ومولاه سعد ، ومجمّع
بن عبد الله ، وجنادة بن الحرث فشدوا مقدمين بأسيافهم على الناس ، فلمّا وغلوا
فيهم عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من أصحابهم ، فندب الحسين عليهالسلام لهم أخاه العبّاس
فحمل على القوم وحده ، فضرب فيهم بسيفه حتّى فرّقهم عن أصحابه وخلص إليهم فسلّموا
عليه فأتى بهم ، ولكنّهم كانوا جرحى فأبوا عليه أن يستنقذهم سالمين ، فعاودوا
القتال وهو يدفع عنهم حتّى قتلوا في مكان واحد . فعاد العبّاس إلى أخيه وأخبره بخبرهم.
قال أهل السير :
وكان العبّاس ربما ركز لواءه أمام الحسين وحامى عن أصحابه
__________________