وأنت إذ تسمع إليه
فكأنّك تصغي إلى عالم من علماء العهد الأموي أو العبّاسي في طريقة حواره وأسلوب
حديثه وانتقاله من فنّ إلى فنّ ، ومن علم إلى علم ، فهو يعيد لك عهد علم الهدى في
مجالسه ، والقالي في أماليه ، والمبرد في كامله ، والجاحظ في بيانه وتبيينه ، ولا
تفارقه الابتسامة التي تقرأ منها عمق التفكير وجلال العلم وغبار السنين ، ويده إلى
جانب ذلك مشغولة في علبة البرنوطي.
توفي في النجف في
الرابع من المحرّم عام ١٣٧٠ ه ، ودفن بها ، وأرّخ وفاته بعضهم ضمن تاريخ وفاة
الشيخ جعفر النقدي الذي كانت وفاته بعده بأيّام » .
وقال كحالة : «
محمّد بن طاهر السماوي ، أديب ، ناظم ، ناثر. ولد في السماوة ونشأ بها ، وأرسل إلى
النجف ، فدرس العلوم النقليّة والعقليّة ، ورجع إلى السماوة ، ثمّ سافر إلى بغداد
وانتخب عضوا في مجلس الولاية ، ثمّ عاد إلى النجف ، وتولّى بها القضاء الشرعي ،
وانتخب عضوا بالمجمع العلمي العراقي.
من آثاره :
الطليعة في شعراء الشيعة ، إبصار العين في أنصار الحسين ، ظرفة الأحلام فيما نظم
في المنام ، الكواكب السماويّة في شرح القصيدة الفرزدقيّة ، وشجرة الرياض في مدح
النبي الفيّاض » .
هذا الكتاب :
قال آغا بزرگ
الطهراني : « إبصار العين في أنصار الحسين عليهالسلام للعلاّمة الماهر الشيخ محمّد بن طاهر السماوي ، ألّفه أوان
قضائه في النجف الأشرف ، وطبع
__________________