يلبسوا الظلم
إيمانهم ، ولم يشوبوا بشكّ إنفاقهم ، بذلوا الأجساد في طاعتهم ، وجادوا بالأرواح
في نصرتهم ، فأثبتهم سبحانه في ديوان خواصّه ، وشرّفهم بتشريفه واختصاصه ، وألحقهم
بدرجة ساداتهم ، ورقى بهم إلى منزل قادتهم ، لمّا بذلوا الأرواح والأجساد في جهاد
الأعداء طاعة لربّهم ، وتلقّوا الصفاح والصعاد من أكفّ الأشقياء في حربهم ، وقويت
بامتثال عزائم الله منهم العزائم ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ،
جعلهم أشرف أهل الجنّة بعد الأنبياء والمرسلين ، وسادة الشهداء من الأوّلين
والآخرين ... » .
وأمّا عن عددهم
فقد تفاوتت المصادر التأريخية في هذا الصدد ، لكنّ أعلا عدد ذكره التأريخ لهم
أنّهم تجاوزوا المائة بقليل ( لمن حضر كربلاء مع الحسين عليهالسلام ) ، وكذلك فقد
تفاوتت المصادر التأريخيّة في عدد الشهداء ، غير أنّ المشهور ـ كما عن المفيد رحمهالله ـ أنّهم كانوا
اثنين وسبعين شخصا .
وكان فيهم من غير
بني هاشم خمسة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأربعة وعشرون من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام عدا أولئك الخمسة
من الصحابة ، كما أثبت ذلك المرحوم الشيخ محمّد السماوي في هذا الكتاب.
يقول صاحب كتاب (
الحسين سماته وسيرته ) : « ... أصحاب الحسين عليهالسلام ـ على قلّة العدد ـ ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء والفداء
، وكانوا أكبر من جيش الكوفة في الشجاعة والبطولة والإقدام ، وقد مجّد الإمام
الحسين عليهالسلام بموقفهم العظيم في كلماته وخطبه في « يوم عاشوراء » ... أمّا هم ، فكانوا
يقفون ذلك الموقف عن بصائر نافذة وعن خبرة وعلم اليقين بالمصير ، ولقد أصبح
إيثارهم بأرواحهم لسيّدهم الإمام
__________________