الوحدة أحبّ إليه والتواضع ، ولقد كنت أرى أحيانا رجلا أحسن الناس وجها يجيء حتى يمسح على رأسه ويدعو له ثمّ يغيب.
ولقد رأيت رؤيا في أمره ما رأيتها قطّ ، رأيته وكأنّ الدنيا قد سيقت إليه وجميع الناس يذكرونه ، ورأيته وقد رفع فوق الناس كلّهم وهو يدخل في السماء.
ولقد غاب عنّي يوما فذهبت في طلبه فإذا أنا به يجيء ومعه رجل لم أر مثله قطّ ، فقلت له : يا بنيّ أليس قد نهيتك أن لا تفارقني؟
فقال الرجل : إذا فارقك كنت أنا معه أحفظه. فلم أر منه في كلّ يوم إلاّ ما احبّ حتى شبّ وخرج يدعو الى الدين (١).
* * *
فصل
في ذكر مبعثه صلىاللهعليهوآلهوسلم
روي عن ابن عبّاس وأنس بن مالك أنّهما قالا : أوحى الله عزّ وجلّ إليه يوم الاثنين السابع والعشرين من رجب ، وله أربعون سنة (٢).
ابن مسعود : أحد وأربعون سنة (٣).
وقيل : بعث في شهر رمضان لقوله تعالى : ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) (٤).
أي ابتدأ إنزاله للسابع عشر أو الثامن عشر (٥).
وروي أنّ جبرئيل عليهالسلام أخرج له قطعة ديباج فيها خطّ فقال : اقرأ. قلت :
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٥ ص ٣٦٠ ـ ٣٦١ ذيل ح ١٦ بحذف الإسناد نقلا عن كتاب العدد للصدوق ( مخطوط ).
(٢) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ١٧٣.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ١٧٣.
(٤) البقرة : ١٨٥.
(٥) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ١٧٣.