الثالث : قال الله
تعالى ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً ) فجعل الأسباط
الهداة الى الحقّ في بني إسرائيل اثنا عشر ، فيكون الأئمّة الهداة في الإسلام اثنا
عشر.
الرابع : أنّ
مصالح العالم في تصرّفاتهم لمّا كانت في حصولها مفتقرة الى الزمان لاستحالة انتظام
مصالح الأعمال وإدخالها في الوجود الدنياوي بغير الزمان ، وكان الزمان عبارة عن
الليل والنهار ، وكلّ واحد منهما حال الاعتدال مركّب من اثنى عشر جزء تسمّى ساعات
، فكانت مصالح العالم مفتقرة على ما هو بهذا العدد ، وكانت مصالح الأنام مفتقرة
الى الأئمّة وإرشادها ، فجعل عددهم كعدد أجزاء كلّ واحد من جزء الزمان للافتقار
إليه كما تقدّم.
الخامس : أنّ نور
الإمامة يهدي القلوب والعقول الى سلوك طريق الحقّ ويوضّح لها المقاصد في سلوك سبيل
النجاة كما تهدي نور الشمس والقمر أبصار الخلائق الى السلوك الطرق ويوضّح لهم
المنائح السهلة ليسلكوها والمسالك الوعرة ليتركوها ، فهما نوران هاديان أحدهما
يهدي البصائر وهو نور الإمامة ، والآخر يهدي الأبصار وهو نور الشمس والقمر ، ولكلّ
واحد من هذين النورين محالّ تتناقلها ، فمحلّ ذلك النور الهادي الأبصار البروج
الاثنا عشر التي أوّلها الحمل وآخرها المنتهى إليه الحوت ، فينتقل من واحد الى آخر
، فيكون محالّ النور الثاني الهادي للبصائر وهو نور الإمامة منحصرا في اثني عشر
أيضا.
تنبيه : قد ورد في الحديث النبوي « إنّ الأرض بما عليها محمولة
على الحوت » وفي هذا إشارة لطيفة وحكمة شريفة وهو أنّ محالّ ذلك النور لمّا كان
آخرها الحوت ، والحوت حامل لأثقال هذا الوجود ومقرّ العالم في الدنيا ، فآخر محال
هذا النور وهو نور الإمامة أيضا حامل أثقال مصالح أديانهم وهو المهدي عليهالسلام.
السادس : أنّ
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « الأئمّة من قريش » فلا يجوز أن تكون
__________________