في عيادة فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليها فقلت : نعم بأبي أنت وامّي يا رسول الله فقام وقمت معه حتى وقف بباب منزل فاطمة عليهاالسلام ، فقرع الباب وقال : السلام عليكم ، أدخل؟ فقالت : ادخل بأبي أنت وامّي يا رسول الله. قال لها : ومن معي؟ قالت : ومن معك يا رسول الله. ثمّ قالت : والذي بعثك بالحقّ يا رسول الله ما عليّ إلاّ عباءة قال : اصنعي بها هكذا وهكذا ، وأشار بيده. فقالت : هذا جسدي قد واريته فكيف برأسي؟ فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة فقال لها : شدّي بها على رأسك. ثمّ أذنت له فدخل ، فقال : السلام عليك يا ابنتاه كيف أصبحت؟ فقالت : أصبحت والله وجعة وزادني وجعا على ما بي إنّي لست أقدر على طعام آكله فقد أجهدني الجوع فبكى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال لها : لا تجزعي يا ابنتي فو الله ما ذقت طعاما منذ ثلاث ، وإنّي لأكرم على الله تعالى منك ، ولو سألت الله ربّي لأطعمني ولكن آثرت الآخرة على الدنيا ، ثمّ ضرب بيده على منكبها وقال لها : ابشري فو الله إنّك لسيّدة نساء أهل الجنّة. فقالت : أين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران؟ فقال : آسية سيّدة نساء عالمها ، ومريم سيّدة نساء عالمها ، وخديجة سيّدة نساء عالمها وأنت سيّدة نساء عالمك ، إنّكنّ في بيوت من قضب لا أذى فيها ولا صخب. ثمّ قال لها : اقنعي بابن عمّك فو الله لقد زوّجتك سيّدا في الدنيا وسيّدا في الآخرة (١).
وحدّث إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدّثنا حجّاج ، قال : حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد : عن أنس : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمرّ بباب فاطمة ستّة أشهر إذا خرج الى صلاة الصبح ويقول : الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢).
وحدّث إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدّثنا عبد المجيد بن بحر ، عن خالد ، عن بنان ، عن الشعبي ، عن أبي حجيفة : عن عليّ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : إذا كان يوم القيامة قيل : يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم حتى تمرّ فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) إحياء علوم الدين : الجزء السادس ، باب ذم البخل وحبّ المال.
(٢) كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤٥٧ بسند آخر.