ثمّ ضربه فقتله ،
ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام ، وعاد الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو محاصر أهل
الطائف ، فلمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كبّر للفتح وأخذ بيد عليّ فخلا به وناجاه طويلا .
فروى عبد الرحمن
بن سيابة والأخلج جميعا ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّ رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا خلا بعلي يوم الطائف أتاه عمر بن الخطّاب فقال : أتناجيه دوننا وتخلو به
دوننا. فقال : يا عمر أنا ما انتجيته ، بل الله انتجاه. قال : فأعرض عمر وهو يقول
: هذا كما قلت لنا يوم الحديبيّة ( لَتَدْخُلُنَّ
الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ ) فلم ندخله وصددنا
عنه. فناداه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لم أقل لكم إنّكم تدخلونه في ذلك العام.
ثم خرج من حصن
الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف ، فلقيه أمير المؤمنين عليهالسلام ببطن وجّ فقتله
وانهزم المشركون ، ولحق القوم الرعب ، فنزل منهم جماعة الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأسلموا ، وكان
حصار النبيّ للطائف بضعة عشر يوما .
* * *
فصل
في ذكر أزواجه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أوّل نسائه صلىاللهعليهوآلهوسلم خديجة بنت خويلد عليهاالسلام. تزوّجها بمكّة ،
وكانت قبله عند عتيق بن عائد المخزومي ، ثمّ عند أبي هالة زرارة بن نبّاش الاسيدي.
وروى أحمد
البلاذريّ وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في
التلخيص : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تزوّج بها وكانت عذراء. ويشيّد ذلك ما ذكر في كتابي
الأنوار والبدع : أنّ رقيّة وزينب كانتا ابنتي هالة بنت خويلد .
__________________