وهذا بعيد من هذا
النمط ؛ وعميق من القول في هذا الموضع ، لكن لطيف النظر يذهب إليه ، ودقيق الفكر
يوجب أنه إذا لزم الإيثار في امرين كلاهما حق ، لفضل رضا الله على هوى ولي من
أوليائه.
إن استعمال الإيثار
في خبر ورد لمكان حجة ، واستعبار واجب على خبر وقع لمعنى تقية ومكان مدافعة.
جعلنا الله ممن
يبصر رشده ، ويهتدي سننه ، ويجتهد في الدين بلغته ويبذل فيه طاقته ، ويخشاه حق
خشيته ، ويراقبه مراقبة أهل طاعته ، ويرغب في ثوابه ويخاف معاده ، وختم أعمالنا
بالسعادة والزلفى الحسنة.
وقد بينت الأخبار
التي ذكرتها من طريق العدد ، وكل ما وقع في عصر إمام من اشارة إلى رجل ، أو دعاية منه بغير حق ، واستحالة
مجاوزة العدد وتبديل الأسماء ، بصحيح الأخبار عن الأئمة الهادين عليهمالسلام.
متوكلا على الله
تعالى ، ومستغفرا من التقصير ، ومستعيذا به سبحانه أن أريد ـ بما تكلفته ـ إلا
الاصلاح ( وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ ، عَلَيْهِ
تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ).
__________________