فكيف الحجة الآن
في آدم عليهالسلام أنه حفظ أسماءهم؟
وما القول في أمر
نوح أنه علم عددهم؟
وكيف يثبت أن الله
ـ عز وجل ـ أخذ على الامة كلها عهدهم ، وهو ينسخ أمرهم ، ويبدو له في أسمائهم؟.
وبأي دليل يدفع
أمر اللوح؟
فأخبار الأظلة ، والآثار
الواردة أن الله خلقهم قبل الأمم ،
وما كان الله
ليأخذ مولى من أوليائه على قوم ، ثم يبدو له في ذلك وقد قبض إليه منهم العدد
الكثير ، إذ هو الحق أن لا يحاسب إلا بحجة ، ولا يعذب إلا بحقيقة بلاغ.
وحاش لله أن يجعل
خلفاء في عباده من ينقض أمرهم ويبدل سنتهم وتكون حكمته ـ سبحانه ـ بمحل يرشح رجلا
لحفظ بيضة المسلمين فيكون بمنزلة ينحى عنها قبل انقضاء أجله وبلوغ مدته ، أو يجعله
بمحل من يحدث في عقله الفساد لبلوغه أقصى العمر وأبعد السن ، تعالى الله عن ذلك
علوا كبيرا.
والحجة على هذا
القول ، مثل الحجة على تسميته :
فسمى إماما ، ولما
هو ، وأظهر القول فيه بالبداء لمثله ، أو جعل البداء لمعنى معارضة في موت أو غم أو
رزق أو أجل.
والإمامة لا تغير
، والنسب لا ينقطع ، والعدد لا يزيد ولا ينقص.
فان قال قائل : إن
الذي انتهى إليه الوقت في الغيبة غاية عمر أهل الدهر ، ونهاية سن خلق هذا العصر ، وان
الآيات قبله لم تظهر ، والدلالات المذكورة بين يديه لم تحدث؟!
فهلا يقول بالبداء
في هذه الدلالات ، ويحتج بنسخها ، ذا هو جائز عنده
__________________