تصدير
كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة
دعامتان للإسلام
بُنىّ الإسلام على كلمتين هما دعامتاه المبدئيتان : كلمة التوحيد ، وتوحيد الكلمة; أمّا الأُولى فقد دعا إليها النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل الأنبياء والمرسلون قاطبة ، ولم يكن لهم هدف سوى إرساء قاعدة التوحيد والقضاء على الوثنية ، وما سوى ذلك من التعاليم من فروع تلك الشجرة الطيبة وأغصانها وثمارها ، ولولا هذا الأصل لما قام للدين عمود ولا اخضرّ للإسلام عود. قال سبحانه : ( ولقد بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّة رَسُولا أنِ اعبُدُوا اللّهَ واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ). (١)
وأمّا الثانية فهي الدعامة الثانية لإرساء صرح الإسلام ، بل هي الركن الركين لنشر تعاليمه وكبح جماح الجبابرة والطواغيت ، ولولا وحدة الكلمة لكان الإسلام في بدء طلوعه فريسة لمطامع الظالمين ، وقد دعا إليها الذكر الحكيم في غير مورد من آياته. قال سبحانه : ( واعتَصِموا بِحَبْلِ اللّهِ جَميعاً ولا تَفَرَّقُوا واذكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُم إذْ كُنْتُم أعداءً فَألَّف بين قُلُوبِكُم فَأَصبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْواناً ) (٢).
وقد قام النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في دار هجرته بتجسيد مفهوم الاخوّة بين أصحابه ، قال سبحانه : ( إنَّما المؤْمنونَ إخوةٌ فأَصْلِحُوا بَيْنَ أخَوَيْكُم ) (٣) ،
__________________
١ ـ سورة النحل : الآية ٣٦.
٢ ـ سورة آل عمران : الآية ١٠٣.
٣ ـ سورة الحجرات : الآية ١٠.