ولا ابن فهد ولا السيوطي في عداد الحفاظ في ذيولهم على طبقات الحفاظ ، وما يقع من القارىء بموقع الأعجاب من أبحاثه الحديثية في زاد المعاد وغيره ، فمختزل مأخوذ مما عنده عن كتب قيّمة لأهل العلم بالحديث ، كـ « المورد الهني في شرح سير عبدالغني » للقطب الحلبي ونحوه.
ولو لا محلى ابن حزم « وأحكامه » و « مصنف » ابن أبي شيبه « وتمهيد » ابن عبدالبر لما تمكن من مغالطاته وتهويلاته في « أعلام الموقعين ».
وكم استتيب وعذر مع شيخه وبعده على مخاز في الاعتقاد والعمل ، تستبين منها ما ينطوي عليه من المضي على صنوف الزيغ تقليداً لشيخه الزائغ ، وسيلقى جزاء عمله هذا في الآخرة ـ إن لم يكن ختم له بالتوبة والأمانة ـ كما لقي بعض ذلك في الدنيا.
كلام الحافظ الذهبي وغيره في حق ابن القيم
قال الذهبي في المعجم المختص عن ابن القيم هذا : « عني بالحديث بمتونه وبعض رجاله وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره ، وفي النحو ويدريه ، وفي الأصلين. وقد حبس مدة لإنكاره على شد الرحل لزيارة قبر الخليل ( إبراهيم عليهالسلام ) ثم تصدر للاشتغال ونشر العلم ، لكنّه معجب برأيه جريء على الأُمور.
قال ابن حجر في الدرر الكامنة : « غلب عليه حب ابن تيمية حتّى كان لا يخرج عن شيء من أقواله ، بل ينتصر له في جميع ذلك ، وهو الّذي هذب كتبه ونشر علمه ... واعتقل مع ابن تيمية بالقلة ، بعد أن أُهين وطيف به على جمل مضروباً بالدرة ، فلما مات أُفرج عنه ، وامتحن مرة أُخرى بسبب فتاوى ابن تيمية ، وكان ينال من علماء عصره وينالون منه ».
قال ابن كثير : « كان يقصد للإفتاء بمسألة الطلاق ، حتى جرت له بسببها أُمور يطول بسطها مع ابن السبكي وغيره ... وكان جماعاً للكتب فحصّل منها ما لا يحصر ، حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهراً طويلا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم .. وهو طويل النفس في مصنفاته ، يتعانى