الأموال ، وأحرق الغلال ، وقتل الأنفس البريئة ، وسبى النساء وقتل الأطفال ، وهدم المنازل وعاث في الأرض فساداً (١).
ويقول صلاح الدين المختار ، وهو من المعجبين بآل سعود :
في السادس من ربيع الثاني عام ١٢٢٥ هـ ( ١٨٠٩ م ) سار الأمير سعود بثمانية آلاف مقاتل إلى الديار الشامية ، وقد بلغه أن عشائر سوريا من عنزة وبني صخر وغيرهما قد نزلوا في نقرة الشام ، فلما وصلها لم يجد فيها أحداً ، فتوجه بقواته إلى « حوران » وهاجم القرى والدساكر وبصرى ، واستولى على ما عثر عليه من مال ومتاع وطعام ، وكان أهلها قد هربوا إلى مختلف النواحي عند ما سمعوا بقدومه ، ثم هاجم الأمير قصر المزريب فاستعصى عليه ، وارتحل إلى بصرى ليلا ومنها قفل عائداً إلى بلده ومعه غنائم كثيرة.
وقال السيد جواد العاملي : وفي سنة ١٢٢٥ هـ قد أحاطت الأعراب من عنيزة القائلين بمقالة الوهابي بالنجف الأشرف ومشهد الحسين عليهالسلام وقد قطعوا الطرق ونهبوا زوار الحسينعليهالسلام بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان ، وقتلوا منهم جمعاً غفيراً ، وأكثر القتلى من العجم ، وربما قيل إنّهم مائة وخمسون ، وقيل اقل ، وبقي جملة من زوّار العرب في الحلّة ما قدروا أن يأتوا إلى النجف ، فبعضهم صام في الحلّة ، وبعضهم مضى إلى الحسكة ، ونحن الآن كأنّا في حصار ، والأعراب إلى الآن ما انصرفوا وهم من الكوفة إلى مشهد الحسين بفرسخين أو أكثر (٢).
وقد بلغ تعصب الوهابيين إلى حدّ حملهم على قطع العلاقات التجارية مع غيرهم ، وكانت التجارة إلى عام ١٢٦٩ هـ مع الشام والعراق محرمة (٣).
وكانوا إذا وجدوا تاجراً في طريق يحمل متاعاً إلى المشركين صادروا ماله (٤).
__________________
١ ـ الشهابي : لمع الشهاب ، ص ٢٠١.
٢ ـ مفتاح الكرامة.
٣ ـ فاسيليف : تاريخ العربية السعودية ، ص ١٠٥.
٤ ـ ابن بشر : عنوان المجد في تاريخ نجد ، ج ١ ، ص ١٢٢.