وبذلك طويت صفحات حياته السوداء ، وقد اقتصرنا في التعرض لتاريخ حياته على ما هو الجدير بالذكر منها ، وإلاّ فقد قال أحمد بن زيني دحلان : إنّ الشريف غالباً ( أمير مكة ) غزا الوهابيين ما ينوف عن خمسين غزوة ، من سنة ١٢٠٥ هـ إلى سنة ١٢٢٠ هـ وكانت أكثر هذه الحروب أيام سلطة عبد العزيز آل سعود ، ومن اراد التفصيل فليرجع إلى كتاب « خلاصة الكلام في أُمراء البلد الحرام » وكتاب « كشف الارتياب » للسيد الأمين ، وقد ذكر الأخير نبذاً من هذه الحروب.
٣ ـ سعود بن عبدالعزيز ( ١٢١٨ ـ ١٢٢٩ هـ )
استولى سعود على السلطة في الإمارة القبلية السعودية بعد وفاة والده ، وكان أول عمل قام به غزو بلدتي الزبير والبصرة ، وأعمل فيهما القتل والسلب وهدم قبري طلحة والزبير ، وتوسعت رقعة النفوذ السعودي في عهده إلى أوجها ، فقد كثف الغزوات والغارات بقصد الاحتلال والسلب والنهب ، بشكل رهيب لم يكن له سابقاً في تاريخ دويلتهم ، وقد تمخّض عن تلك الأغراض التوسعية ضم جميع نواحي نجد والأحساء وسواحل البحر الأحمر إلى نفوذهم ، واستمر حكمه أحد عشر عاماً (١).
وإليك بعض حروبه وغاراته على جدة ، والحرمين الشريفين على وجه الاختصار :
محاصرة الوهابيين جدة ١٢١٩ هـ
ثم دخلت سنة ١٢١٩ هـ فاقبلت جيوش الوهابيين وعلى رأسها ابن شكبان والمضايفي باثني عشر ألف مقاتل لحصار جدة ، فأراد الشريف غالب تحصين مكة لعلمه بعدم قدرتهم على جدة ، فنادى بالنفير العام ، فخرج الناس على طبقاتهم إلى « الزاهر » حاملين السلاح ، وبقوا هناك سبع ليال.
__________________
١ ـ جبران شامية : آل سعود ماضيهم ومستقبلهم ص ٦٢ ـ ٦٣ بتصرف.