وقال ابن سعد : خرج عطية مع ابن الأشعث فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن يعرض عليه سبّ علىّ ـ إلى أن قال ـ وكان ثقة إن شاء اللّه ، وله أحاديث صالحة. كان أبو بكر البزار يعده في التشيع ، روى عن جلّة الناس. وقال الساجي : ليس بحجة ، وكان يقدّم عليّاً على الكل (١).
وهذه النصوص تعرب عن تضارب الأقوال في حقه ، كما تكشف عن أنّ الدافع المهم لتضعيفه ، تشيّعه وحبّه وولاؤه وتقديمه علياً ، وهل هذا ذنب؟.
إنّ لوضع الحديث دوافع خاصة يوجد أكثرها في أبواب المناقب والمثالب وخصائص البلدان والقبائل ، أو فيما يرجع إلى مجال العقائد ، كالبدع الموروثة من اليهود والنصارى في أبواب التجسيم والجهة والجنة والنار ، وأمّا مثل هذا الحديث الّذي يعرب بوضوح عن أنه كلام إنسان خائف من اللّه سبحانه ، ترتعد فرائصه من سماع عذابه ، فبعيد عن الوضع والجعل.
ب ـ توسل النبي بحقه وحق من سبقه من الأنبياء
روى الطبراني بسنده عن أنس بن مالك رضياللهعنه ، أنه لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أُم علي ـ رضي اللّه عنهما ـ دخل عليها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فجلس عند رأسها ، فقال : رحمك اللّه يا أُمي. كنت أُمي بعد أُمي ، تجوعين وتشبعينني ، وتعرين وتكسينني ، وتمنعين نفساً طيباً وتطعمينني ، تريدين بذلك وجه اللّه والدار الآخرة ، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً ثلاثاً ، فلما بلغ الماء الّذي فيه الكافور ، سكبه رسول اللّه بيده ، ثم خلع رسول اللّه قميصه فألبسها إياه ، وكفّنها ببرد فوقها ، ثم دعا رسول اللّه أُسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري ، وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون ، فحفروا قبرها ، فلمّا بلغوا اللحد ، حفره رسول اللّه بيده ، وأخرج ترابه بيده ، فلمّا فرغ دخل رسول اللّه فاضطجع فيه وقال : « اللّه الّذي يحيي ويميت وهو حىّ لا يموت ، اغفر لأُمي فاطمة بنت أسد ، ولقّنها حجتها ، ووسّع عليها مدخلها بحق نبيك
__________________
١ ـ تهذيب التهذيب ، ج ٧ ص ٢٢٧ ، برقم ٤١٣.