أقسام التوسل :
(٢)
التوسل إلى اللّه بحق النبي وحرمته ومنزلته
إنّ من التوسلات الرائجة بين المسلمين منذ وقعوا في إطار التعليم الإسلامي ، التوسل بمنازل الصالحين وحقوقهم على اللّه.
وليس معنى ذلك أنّ للعباد أو لبعضهم على اللّه سبحانه حقّاً ذاتياً يلزم عليه سبحانه [عدم] الخروج عنه ، بل للّه سبحانه الحق كلّه ، فله على الناس حقّ العبادة والطاعة إلى غير ذلك ، بل المراد المقام والمنزلة الّتي منحها سبحانه عباده تكريماً لهم ، وليس لأحد على اللّه حقّ إلاّ ما جعله اللّه سبحانه حقّاً على ذمّته لهم تفضّلا وتكريماً ، قال سبحانه : ( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ المُؤمِنِينَ ) (١).
وسيوافيك تفصيل ذلك عند البحث عن أحلاف اللّه سبحانه بحق المخلوق ، فانتظر.
إنّ هذا النوع من التوسل لا يفترق عن التوسل بذات النبىّ وشخصه ، فإنّ المنزلة والمقام مرآة لشخصه وذاته ، فإنّ حرمة الشخص وكرامته ومنزلته نابعة من كرامة ذاته وفضيلتها ، فلو صحّ التوسل بالأوّل كما تعرفت عليه من الأحاديث ، يصحّ الثاني من دون إشكال أو إبهام.
ويدلّ عليه من الأحاديث ما نذكره :
__________________
١ ـ سورة الروم : الآية ٤٧.