موسى وانِّي لاَظُنّهُ كاذِبا ... ) ، ( تَنزيلٌ مِنْ حكيم حميد ) ، ( مُنَزّلٌ مِنْ رَبِّك ) إلى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى إلاّ بكلفة.
وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى ، مثل قصة معراج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ربّه ، ونزول الملائكة من عنداللّه وصعودهم إليه ، وقوله في الملائكة : « الذين يتعاقبون بالليل والنهار ، فيعرج الذين باتوا فيكم إلى ربهم ، فيسألهم وهو أعلم بهم » ، وفي الصحيح في حديث الخوارج : « ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء » وفي حديث الرقية الّذي رواه أبو داود وغيره : « ربنا اللّه الّذي في السماء تقدس اسمك. أمرك في السماء كما رحمتك في السماء ، اجعل رحمتك في الأرض. اغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت ربّ الطيبين » ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ من إخوانه فليقل : « ربنا اللّه الّذي في السماء ذكره » ، وقوله في حديث الأعمال : « والعرش فوق ذلك ، واللّه فوق عرشه ، وهو يعلم ما أنتم عليه » وقوله في حديث قبض الروح : « حتّى يعرج به إلى السماء الّتي فيها اللّه ».
وقول عبداللّه بن رواحة الّذي أنشده للنبي وأقره عليه :
شهدت بأنّ وعد اللّه حقٌ |
|
وأنّ النار مثوى الكافرينا |
وأنّ العرش فوق الماء طاف |
|
وفوق العرش ربّ العالمينا |
وقول أُمية بن أبي الصلت الّذي أنشده للنبي ، فاستحسنه ، وقال : آمن شعره وكفر قلبه.
مجّدوا اللّه فهو للمجد أهل |
|
ربّنا في السماء أمسى كبيراً |
بالبناء الأعلى الّذي سبق النا |
|
س وسوىّ فوق السماء سريرا |
شرجعاً (١) ما يناله بصر الـ |
|
ـعين ترى دونه الملائك صوراً (٢) |
إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه إلاّ اللّه ، مما هو من أبلغ التواترات اللفظية والمعنوية الّتي تورث علماً يقينياً من أبلغ العلوم الضرورية ، إنّ الرسول المبلغ
__________________
١ ـ الشرجع : الطويل.
٢ ـ الصور ، جمع أصور : المائل العنق.