فليتبوأ مقعده من النار (١) . قال السبكي : المؤرخون على جرف هار لتسليطهم على أعراض الناس ونقلهم مجرد ما يبلغهم من صادق أو كاذب (٢) ، وربما وضعوا من أناس ورفعوا آخرين ، إما لتعصب أو جهل أو اعتماداً على نقل من لا يوثق به ، والجهل في المؤرخين أكثر منه في أهل الجرح والتعديل وقل ما أرى مؤرخاً خالياً عن التعصب (٣) ولقد كان عيسى بن داب يضع للعباسيين وعوانة بن الحكم يضع لبني أمية (٤) ومعاوية يستعبد سمرة بن جندب وأبا هريرة وأنس وزيد بن أرقم وعروة بن الزبير (٥) لأهدافه وغاياته ، فأكثروا من فضائل السلف والطعن في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وولده ، وشوهوا أحكام الشريعة وتجرؤوا على قدس الرسالة فنسبوا إليه السهو مرة (٦) والخطأ أخرى (٧) وأن السحر أثر فيه حتى خيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله واستمر الحال إلى سنة (٨) .
____________________
(١) الاحتجاج للطبرسي ص ٢٤٧ طبع النجف في احتجاج الجواد على يحيى ابن أكثم .
(٢) معيد النعم ص ٧٤ ، باب ٤٦ .
(٣) طبقات الشافية الكبرى ج ١ ، ص ١٩٧ ترجمة أحمد بن صالح المصري .
(٤) معجم الأدباء ج ١٦ ، ص ١٦٢ ترجمة عيسى بن داب .
(٥) شرح النهج لابن أبي الحديد ج ١ ، ص ٣٦٣ .
(٦) صحيح البخاري في باب ما جاء في سجود السهو ، وفي فتح الباري ج ٣ ، ص ٦٠ ذكر حديث ذي اليدين في السهو النبي ، وذكره القاضي عياض في الشفا باب عصمة أقواله .
(٧) شرح الشفا للخفاجي ج ٤ ، ص ٢٥٦ وعمدة القاري شرح البخاري ج ١ ، ص ٥٧٧ باب كتابة العلم ، وجلاء العينين للألوسي ص ٢٦٨ .
(٨) المغني لابن قدامة الحنبلي ج ٨ ، ص ١٥٠ ، والبخاري كتاب الطب ، وإرشاد الساري شرح البخاري ج ٨ ، ص ٤٠٣ ، والزواجر لابن حجر ، ج ٢ ، ص ٨٢ .