١٠٨ < / صفحة >
< ملحق = ١٠٨ >
المعروف بالناقلة ، النسابة ، المقيم بحصن كيفا مولده بحمران ، بين مكّة والمدينة ، وقد سافر إلى بلاد المغرب والمشرق والأندلس وصقلية ومصر وآذربيجان وغيرها حضر عندي بالخيمة على لامد ، في خامس المحرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، ورأيته مفوّها منطبقا ، ورأيته بسيماء الشباب ، فسألت عن سنّه ! فقال : أربيت على الخمسين ، فهذا يدّل على أنّ مولده كان في حدود الثلاثين قبلها .
أقول : وقد طول ابن العديم ترجمة الأشرف هذا وذكر ان ضياء الدين ابن شيخ السلاميّة سجنه في آمد ، وإنّ الوزير نظام الدين محمّد بن الحسين كلّم الملك الظاهر في أمره ، وأشار عليه أن يرسل رسولا إلى صاحب آمد بشفاعة من عنده في تاج العلى ، فأجابه الملك الظاهر إلى ذلك ، وسيّر الشريف أبا محمّد العلوي الحلبي إلى صاحب آمد رسولا فشفع فيه وأخرجه من السجن .
قال ابن العديم : قال لي القيلوي : حكى لي الشريف أبو محمّد ، قال : لمّا سرت من حلب ووصلت آمد تنكرت ولبست غير زيّي ودخلت آمد ، وسألت عن السجن الذي فيه تاج العلى ، وكان في برج من أبرجة آمد ، فدللت عليه فجئت ، إليه واجتمعت به ثمّ عدت إلى مكاني الذي نزلت فيه خارج البلد ولبست ثيابي وأخذت غلماني ودخلت ، فاستحضرني صاحبها وأديت إليه رسالة الملك الظاهر ، وما قاله من الشفاعة فيه ، فقال لي صاحب آمد : ما لي به علم منذ سجنه ضياء الدين ابن شيخ السلامية فقلت له : الساعة كنت عنده ، وهو محبوس بالمكان الفلاني ، وما زلت به حتى أخرجه من السجن وسلّمه إليّ ، فأخذته وجئت به إلى حلب .
وقال ابن العديم : حضرت مجلس الملك الظاهر رحمه اللّه مرارا ، وانشده
< / ملحق = ١٠٨ >