الفصل الثالث
في شرح زيارته عليه السّلام لمن وصل إلى محلّه الشريف، و ذكر عمل مسجده
المنيف، و ما يتصل بالمعنى من زيارة سيدة النساء و زيارة قبور الشهداء، و ما
يتعلّق بذلك على التقريب
قد قدمنا طرفا من آداب السفر و المسافر فأغنى عن إعادتها ها هنا.
فإذا وردت المدينة يستحب أن تكون مغتسلا لدخولها، و كذلك لدخول مسجدها و لزيارته صلوات اللّه عليه و آله أيضا، ثم تدخلها و تقصد إلى باب المسجد، و تقول:
اَللَّهُمَّ قَدْ وَقَفْتُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ، وَ قَدْ مَنَعْتَ اَلنَّاسَ اَلدُّخُولَ إِلَى بُيُوتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِ نَبِيِّكَ فَقُلْتَ ي?ا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لا? تَدْخُلُوا بُيُوتَ اَلنَّبِيِّ إِلاّ? أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ١.
اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ نَبِيِّكَ فِي غَيْبَتِهِ كَمَا أَعْتَقِدُ فِي حَضْرَتِهِ، وَ أَعْلَمُ أَنَّ رُسُلَكَ وَ خُلَفَاءَكَ أَحْيَاءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَكَانِي فِي وَقْتِي هَذَا وَ زَمَانِي، وَ يَسْمَعُونَ كَلاَمِي فِي وَقْتِي هَذَا وَ زَمَانِي، وَ يَرُدُّونَ عَلَيَّ سَلاَمِي، وَ أَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلاَمَهُمْ، وَ فَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُنَاجَاتِهِمْ، فَإِنِّي أَسْتَأْذِنُكَ يَا رَبِّ أَوَّلاً، وَ أَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ ثَانِياً صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ أَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ اَلْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طَاعَتُهُ فِي اَلدُّخُولِ فِي سَاعَتِي هَذِهِ إِلَى بَيْتِهِ، وَ أَسْتَأْذِنُ مَلاَئِكَتَكَ اَلْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ اَلْبُقْعَةِ اَلْمُبَارَكَةِ اَلْمُطِيعَةَ لِلَّهِ اَلسَّامِعَةَ.
١) الاحزاب ٣٣:٥٣.