قال علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس: هذه الرواية نقلناها بإسنادها من المصباح الكبير، و هو مقابل بخط مصنّفه رحمه اللّه، و لم يكن في الفاظ الزيارة الفصلان اللذان يكرران مئة مرة، و إنّما نقلنا الزيارة من المصباح الصغير، فاعلم ذلك.
فإذا فرغت من زيارة الحسين صلوات اللّه عليه في ذلك اليوم الذي أشرنا إليه، فزر الشّهداء بهذه الزيارة التي يأتي ذكرها:
فَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: خَرَجَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَسِيرُ بِالنَّاسِ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ كَرْبَلاَءَ عَلَى مَسِيرَةِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى إِذَا صَارَ بِمَصَارِعِ اَلشُّهَدَاءِ قَالَ: قُبِضَ فِيهَا مِائَتَا نَبِيٍّ، وَ مِائَتَا وَصِيٍّ، وَ مِائَتَا سِبْطٍ شَهِيدٍ وَ أَتْبَاعُهُمْ. فَطَافَ عَلَى بَغْلَتِهِ خَارِجاً رِجْلَيْهِ مِنَ اَلرِّكَابِ وَ أَنْشَأَ يَقُولُ: مُنَاخُ رِكَابٍ وَ مَصَارِعُ شُهَدَاءَ، لاَ يَسْبِقُهُمْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ وَ لاَ يَلْحَقُهُمْ مَنْ كَانَ بَعْدَهُمْ ١.
فَإِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ اَلشُّهَدَاءِ رِضْوَانُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ، فَقِفْ عِنْدَ رِجْلَيِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، وَ هُوَ قَبْرُ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمَا، فَاسْتَقْبِلِ اَلْقِبْلَةَ بِوَجْهِكَ، فَإِنَّ هُنَاكَ حُرْمَةُ اَلشُّهَدَاءِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ، وَ أَوْمِ وَ أَشِرْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَ قُلْ:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ نَسْلِ خَيْرِ سَلِيلٍ، مِنْ سُلاَلَةِ إِبْرَاهِيمَ اَلْخَلِيلِ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى أَبِيكَ، إِذْ قَالَ فِيكَ: قَتَلَ اَللَّهُ قَوْماً قَتَلُوكَ يَا بُنَيَّ، مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَى اَلرَّحْمَنِ وَ عَلَى اِنْتِهَاكِ حُرْمَةِ اَلرَّسُولِ، عَلَى اَلدُّنْيَا بَعْدَكَ اَلْعَفَا، كَأَنِّي بِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيكَ مَاثِلاً، وَ لِلْكَافِرِينَ قَائِلاً ٢:
أَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ نَحْنُ وَ بَيْتِ اَللَّهِ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ
١) رواه ابن قولويه في كامل الزّيارات:٢٧٠، و الطّوسيّ في التّهذيب ٦:٧٢/١٣٨.
٢) في نسخة «ع» : شعرا.