عَلَيْنَا، إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهَذَا اَلصِّدِّيقِ اَلْإِمَامِ، وَ نَسْأَلُكَ-بِالْحَقِّ اَلَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ وَ لِجَدِّهِ رَسُولِكَ، وَ لِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ اَلرَّحْمَةِ-إِدْرَارَ اَلرِّزْقِ اَلَّذِي بِهِ قِوَامُ حَيَاتِنَا، وَ صَلاَحُ أَحْوَالِ عِيَالِنَا، فَأَنْتَ اَلْكَرِيمُ اَلَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَةٍ، وَ تَمْنَعُ عَنْ قُدْرَةٍ، وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ اَلْخَيْرِ مَا يَكُونُ صَلاَحاً لِلدُّنْيَا، وَ بَلاَغاً لِلْآخِرَةِ، وَ آتِنَا فِي اَلدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ.
ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَى عِنْدِ اَلرِّجْلَيْنِ وَ قُلْ:
اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ وَ عَلَى مَلاَئِكَةِ اَللَّهِ اَلْمُرَفْرِفِينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ، اَلْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ، اَلطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ، اَلْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ. اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ، وَ رَجَوْتُ اَلْفَوْزَ لَدَيْكَ. اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ سَلاَمَ اَلْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ، اَلْمُخْلِصِ فِي وَلاَيَتِكَ، اَلْمُتَقَرِّبِ إِلَى اَللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ، اَلْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ. سَلاَمَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ، وَ دَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ. سَلاَمَ اَلْمَفْجُوعِ اَلْمَحْزُونِ، اَلْوَالِهِ اَلْمِسْكِينِ. سَلاَمَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ اَلسُّيُوفِ، وَ بَذَلَ حُشَاشَتَهُ ١دُونَكَ لِلْحُتُوفِ، وَ جَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ نَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْكَ، وَ فَدَاكَ بِرُوحِهِ وَ جَسَدِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ، وَ رُوحُهُ لِرُوحِكَ اَلْفِدَاءُ، وَ أَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقَاءٌ، فَلَإِنْ أَخَّرَتْنِي اَلدُّهُورُ، وَ عَاقَنِي عَنْ نُصْرَتِكَ اَلْمَقْدُورُ، وَ لَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً، وَ لِمَنْ نَصَبَ لَكَ اَلْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً، فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً، وَ لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ اَلدُّمُوعِ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ، وَ تَأَسُّفاً وَ تَحَسُّراً عَلَى مَا دَهَاكَ وَ تَلَهُّفاً، حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ اَلْمُصَابِ، وَ غُصَّةِ اَلاِكْتِئَابِ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ اَلصَّلاَةَ وَ آتَيْتَ اَلزَّكَاةَ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْعُدْوَانِ، وَ أَطَعْتَ اَللَّهَ وَ مَا عَصَيْتَهُ، وَ تَمَسَّكْتَ بِحَبْلِهِ فَارْتَضَيْتَهُ، وَ خَشِيتَهُ
١) حشاشته: الحشّاش و الحشاشة: بقيّة الرّوح في المريض. الصّحاح-حشش-٣:١٠٠٢.