قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مصباح الزائر

    152/542
    *

    أَسْمَاعٍ وَ نَوَاظِرَ وَ أَفْكَارٍ وَ خَوَاطِرَ، أَلْزَمَهُمْ بِهَا حُجَّتَهُ، وَ أَرَاهُمْ بِهَا مَحَجَّتَهُ، وَ أَنْطَقَهُمْ عَمَّا يَشْهَدُ بِهِ بِأَلْسُنِ ذَرِبَةٍ بِمَا قَامَ فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ، وَ بَيَّنَ (بِهَا) ١عِنْدَهُمْ بِهَا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَ إِنَّ اَللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ بَصِيرٌ شَاهِدٌ خَبِيرٌ. 

    وَ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ لَكُمْ-مَعْشَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ-فِي هَذَا اَلْيَوْمِ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ كَبِيرَيْنِ، لاَ يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلاَّ بِصَاحِبِهِ، لِيُكْمِلَ عِنْدَكُمْ صُنْعَهُ، وَ يَقِفَكُمْ عَلَى طَرِيقِ رُشْدِهِ، وَ يَقْفُوَ بِكُمْ آثَارَ اَلْمُسْتَضِيئِينَ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَ يُشْمِلَكُمْ (صَوْلَهُ) ٢، وَ يَسْلُكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ قَصْدِهِ، وَ يُوَفِّرَ عَلَيْكُمْ هَنِيءَ رِفْدِهِ. 

    فَجَعَلَ اَلْجُمُعَةَ مَجْمَعاً نَدَبَ إِلَيْهِ لِتَطْهِيرِ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَ غَسْلِ مَا أَوْقَفَتْهُ مَكَاسِبُ اَلسَّوْءِ مِنْ مِثْلِهِ إِلَى مِثْلِهِ، وَ ذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَ تِبْيَانِ خَشْيَةِ اَلْمُتَّقِينَ، وَ وَهَبَ [مِنْ ثَوَابِ اَلْأَعْمَالِ فِيهِ أَضْعَافَ مَا وَهَبَ] ٣لِأَهْلِ طَاعَتِهِ فِي اَلْأَيَّامِ قَبْلَهُ، وَ جَعَلَهُ لاَ يَتِمُّ إِلاَّ بِالاِيتْمَارِ بِمَا أَمَرَ بِهِ، وَ اَلاِنْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى عَنْهُ، وَ اَلْبُخُوعِ بِطَاعَتِهِ فِي مَا حَثَّ عَلَيْهِ وَ نَدَبَ إِلَيْهِ. 

    وَ لاَ يَقْبَلُ تَوْحِيدَهُ إِلاَّ بِالاِعْتِرَافِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِنُبُوَّتِهِ، وَ لاَ يَقْبَلُ دِيناً إِلاَّ بِوَلاَيَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلاَيَتِهِ، وَ لاَ تَنْتَظِمُ أَسْبَابُ طَاعَتِهِ إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِعِصَمِهِ وَ عِصَمِ أَهْلِ وَلاَيَتِهِ، فَأَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي يَوْمِ اَلدَّوْحِ مَا بَيَّنَ بِهِ عَنْ إِرَادَتِهِ فِي خُلَصَائِهِ وَ ذَوِي اِجْتِبَائِهِ، وَ أَمَرَهُ بِالْبَلاَغِ وَ تَرْكِ اَلْحَفْلِ بِأَهْلِ اَلزَّيْغِ وَ اَلنِّفَاقِ، وَ ضَمِنَ لَهُ عِصْمَتَهُ مِنْهُمْ، وَ كَشَفَ مِنْ خَبَايَا أَهْلِ اَلرَّيْبِ وَ ضَمَائِرِ 

    ١) لم تردّ في مصباح المتهجّد.

    ٢) كذا، و لعلّ الصّواب: قبوله.

    ٣) من مصباح المتهجّد.